|
|
الـثـورة
الـمباركـة الـكبرى :
تبلـور الفـكر الـثوري لـدى الـجزائريين واتسـعت
خبرتهم في المجال العسكري عبر مشاركتهم في حربين
عالميتن كما شارك الـكثيرون منهم في حرب فـيتـنام ، و
ثبت أن المحـتل غير زائل بـطرق الـسياسـة و الـمهادنـة
و كان لابـد من انتـفاضـة مسـلحـة تجتث جـذور
الـمعتـدين من أرض الأجـداد ، فـمن الـمنظـمة السرية
إلى لـجنة الـوحـدة و العـمل إلى تـأسيس جبهة التحـرير
إلى الفاتـح من نوفـمبر الخـالد .
وصـلت الحـركـة الـثوريـة الـمسـلحة إلى المنـطقة
بدايـة سـنة 1955 و بـدأ التنظيم لـدعم الثورة
بالرجـال و الـمؤونـة و الـعتاد ،لـتنطلق الـثورة
بالـمنطقة فـعليا سـنة 1956 .
تم تشـكيل الـفروع و الـخلايا و الأفـواج .يضـم الفرع
03 خلايا و تـضم الـخليـة 03 أفـواج وفي كل فوج ما بين
11 إلى 13 عنصرا.
سـاهم في إنشـاء الفروع الأولى الـمناضل سي عيسى
الـهديلي (من منطقة بني هديل ) و الـمناضـل فارس
مـصمودي من تاجـموت وكذا الـشهـيد سي يـزيـد و علقمة
وامتـد العـمل إلى آخـرين كثير ...
على مسـتوى كل عرش أو دوار يـقوم فرع بيـنما يتبع
الـجميـع لـمسـؤول الـعرش وهـو مـجاهـد عادة يمثل
الـعرش الـكبير أو القـبيلة أو البـلدية وهو مكلف
بالـعلاقات ما بين الثورة و الـمواطنين عـبر سلسـلة
علاقات محددة و دقيقة تفاديا لكشف العمل السري للـثورة
.
من بين مسـؤولي الفروع نذكر على سبيل المثال لا الحصر
نماذج عن بعض الدواوير، و عادة ما كان يحدث تغيير بسبب
الاسـتشـهاد أو الـسجن ..
- سـيمود مـعمـر في دوار أولاد فايد بـمرسط .
- شـباب لـعرج و بن خـتو عـبد القادر في دوار
الـكرارمـة .
- خـطاب أحـمد عن دوار أولاد الـسايح .
- هاشـمي بوعـمامـة عن دوار السلاطنة .
- مـهيدي لـخضر في دوار أولاد بـوعلالة .
- الـعياشـي قـويدر ولد لـطرش عن دوار أولاد علي .
- دحـماني محمـد عن دوار الشرايفـة .
- شريفي الشـيخ عن دوار الـموايلة .
إلى الأعلى..
أهم الأحداث الثورية التي عاشتها بلدية مـزاورو :
من أهـم الـميزات التي اخـتصت بـها بـلدية مـزاورو
خلال ثـورة الـتحرير الـمباركة هي الـخصـوصية
الـنضاليـة أكـثر من الـثورية ونعني بـذلك ندرة
الـمعارك على تراب البـلدية برغـم الـعدد الـكبير من
الـمجاهـدين من أبـنائها و مجاهدي المناطق الأخرى
الـمتحدرين من أصلاب دوارويـرها الـكثيرة إبان تلك
المرحـلة الـحاسـمة من تاريخ الـجزائر وذلك راجع
لـعامـلين رئيسيين هـما :
1) أن الـبلدية كانت مـركزا قـويا للـمعـمرين ولـعلها
كانت أهـم الـمراكز الإسـتيطانية بالـمنطقـة بسبب
طابعها الزراعي المتميز وغنى أراضـيها وخصـبها .
2) الـخصوصيات التضاريسية للبلـدية ، فهي وكما أشـرنا
إلى ذلك سابقا تتشـكل في الغالب من أراض سـهلية لا
تـساعد على الـقيام بالـعمليات الـعسكرية من كمائن
ومباغتات و حتى مـواجهـات على غرار ما قـد يحدث في
الـمناطق الـغابية و الـجبلية .
وفي ما يلي سـرد مـوجـز لأهم الأحـداث التي عـرفتها
البـلدية في تلك الفترة الـحاسـمة :
جـوان 1956 :
و ضـمن خـطة الـثورة الرامـية إلى استنزاف الـقواعد
الـخلفية للـعدو، وضـرب مـصالح و اقـتصاد الـعدو،
وكـذلك توجـيه رسـالة قـوية إلى الرأي العام الدولي
لتبيان وحـدة الـصف الجزائريو انتشـار الـثورة ، تقرر
شن هـجمات عبر الـوطن على مزارع المعمرين ،حرقها و
تدميرها ،و بالفعل فقـد تم على يـد الـمسـبلين و جنود
جيش الـتحرير حرق مزارع المعمرين :
- إمـيل بستوري
- جـيلي مـولار
- كافـي
و ذلك في ليلـة واحدة ، و هو الأمر الذي أدى إلى بث
الرعب و الـهلع في صـفوف الـمعمرين و هز ثـقتهم في
قواتهم الـتي قامت و على الـفور بشن حـملة مـداهـمة
على كل من ظنـت فيهم الـولاء و الدعم للثـوار .
وفي سـنة 1957 :
خـلال هـذه الـسنة اشـتدت وطـأة الـثورة على
الـعدو و رغـم عـمليات الإعـتقال التي طـالت
الـمناضـلين ، فـقد سـعت الـثورة إلى هـز المعمرين
وتـهديد وجـودهـم بـحرق أكـبر مـزرعـة آنـذاك وهي
مـزرعـة كـامـبو مما أدى بالـمعمـرين إلى سـحب
ممـتلكاتهـم إلى داخل الـبلدة مـع تشـديد الـعدو
لـعمليات الـحراسـة و دوريات الـمراقـبة ، كما تم
بـناء مراكز الـمراقـبة و اسـتخـدمت الأسـلاك
الـشائكـة لـمحاصـرة القريـة .
في هـذه السنة أيـضا أصـدر الـنقيب غـسطو Gasto الأمـر
بـحشد كل سـكان الـدواوير عـبر تراب البـلديـة في
منـطقة الـدوار و هي الـمنطقة التي كانت بـها بعض
المنازل لا تـزيد عن بـضعة و عشرين منزلا وهـنا بــدأت
مـحنة الـمعاناة تـزداد عـلى الأهـالي بسبب فرض
الـمزيد من الـتضييق و الرقـابة على الدخـول و الـخروج
باتـجاه الـحقول و منـاطق الـعمل، فأصـبح التفـتيش و
الـمراقـبة مـع ما يصحـبهما من الإهانة و الـغبن من
يـوميات الأهـالي ، كل ذلك من أجـل عـزل الـثورة عن
عـمقـها الإسـتراتيجي ممـثلا في الدواوير التي كانت
منتـشرة عبر تراب البلـدية و في كل الإتـجاهات ،و لكن
قـوة الـثورة لم تخبُ و أظـهر الـمواطنون براعـة كبيرة
في طرق التـمويـه و الـخداع لإمـداد الـثورة و
الـمجاهـدين بـكل احتياجـاتها من ملبس و غـذاء واتـصال
...
من الأيـام التي يـتذكـرها الأحـياء ممن عـاشـوا
الـحدث الـثوري عـلى هـذه الأرض الـطاهرة، سلسـلة من
أيـام الـتضـحية و الـشهادة في أسـمى مـظاهرها
،ولـكنها أيـضا في أبشع صـورها، إنهـا أحـداث التصـفية
الـجماعية لـعشرات المواطنين على يـد رمز الدموية
الـكولونيالية الآثـم Gasto وهو نقيب فرنسي امـتدت
يـده الـمجرمـة إلى كل الـمناطق الـمجاورة لبلدية
مزاورو حيث شارك في كل العمليات الكبرى ضد الثورة و
تـميز بتـصفيته وببرودة لـعدد كبير من الـمدنيين بـعد
اعـتقالـهم .
1957 :
شـهـدت البـلدة مـحاولـة فرار من معـتقل الـمشاتى من
طرف ثلاثـة مـعتقلين من دوار أولاد فايـد ، وجٌـن
جـنون قـوة الإحـتلال ، لم يـتمكن الثلاثـة من مـغادرة
البلـدة بسـبب الـحراسـة الـمشـددة إثـر إعـلان حالة
الـطوارئ وألـقي عـليـهم القـبض وأعيـدوا إلى السـجن و
بـعض التنـكيل بـهم ،وفي عمل انتقامي منهـم، أمـر
النقيب الدمـوي غـسطو بتصـفية سـتة منهـم و تـمت
العـملية بتدبير شـيطاني إذ اقتيـدوا إلى البسـاتين
الـمجاورة وتمت تصـفيتهم بالرصـاص ليـعلن في ما بعد
أنهم قتلوا أثـناء مـحاولـتهم الفـرار.
1958 الـمجـزرة الأولـى :
خـريف هـذه الـسنة كان عـلى مـوعد مع إحـدى أبشـع
عمليات الإبـادة الـجماعـية ، عـلى إثر اعتراف أحـد
الـمسـتسلمين لـجيش الـعدو و الذي كشف عن قائـمة من
الوطنيين الـمناضـلين الذين يـعرفهم، وفي عـملية
اسـتعراضـية مـروعـة تـم اقـتياد 39 مواطـنا بين
مناضـل و مواطن عادي متعاون من أبـناء البلـدة إلـى
مركـز الإسـتنـطاق حيث تـم الـتنكيل بهـم و قـضي
عليـهم بأمـر المـدعـو Gasto و الغريب في الأمـر على
غير عادة الـحروب فإن جـثامين الـشهـداء لـم يتم دفنها
ولا حتى الكشف عن أماكن إخـفائها ،و لم ينج من هـذه
الـحادثة الـمروعة إلا مـواطن واحـد كان رهن الإعـتقال
بـمركز الـمشاتى و هـو الـمناضل الـمرحـوم مسـلم
الشـيخ بن محمـد بن الـطيب .
1958 الـمجزرة الـثانيـة :
جريـمة أخـرى أبشـع و أنـكى أقـدم على
تنـفيذها النقيب Gasto و هي تصـفية 40 مـواطنا من
أبـناء الـبلدية في شـكل عـمل انتـقامي على إثر مقـتل
مـواطن اتـهم بالـعمالة للـعدو على يـد مـجموعـة من
الـمجاهـدين الذين تسللـوا إلى داخل الـقريـة و نفذوا
الـعملية ،و لعل الدافـع الـقوي لارتـكاب النقيب
جـريمته في حـق الـمواطنين ،هـو إحسـاسـه بالإهـانة
نتـيجة الإخـتراق الذي نفـذه الـثوار ...
لـقد كانت الـجريـمة بشـعة إلى الـحد الذي جـعل
الـمجرم الـغادر يـمنع خروج الرعـاة بـماشيتهم لـمدة
يـومين أو أكـثر ، ولـعل أهـم ما يتـذكره الأهـالي
فـضلا عن جريمة القـتل الـمرتكبة في حق المواطنين ،هو
حشدهم وسـط الملعب البلـدي و تجـريد الرجال و النـساء
من بعض ثـيابـهم ثم تـكويمها و حرقـها في جو من القـهر
و الإذلال ..
شـهداء هـذه الـمجزرة هـم أيضا غُـيب أثرهم ولكن
يـكفيهم فـخر الـشهادة واحتضان أرض الآبـاء و الأجـداد
لـهم ...
إن هذه الجـريمة الـمروعـة و سـابـقتها تـدخلان في ما
يـعرف اليـوم باسـم جـرائم الـحرب و الـجرائم ضـد
الإنسـانية ، فما حجـة فرنسـا على ذلك وبم تبرر هـذه
الـنماذج من حرب الإبـادة ..؟
و من الأيـام الـخالـدة التي أثرت في الـمواطنين و
الـمرتـبطة بالثـوار الـشهـداء نـذكرعلى الـخصوص لا
الـحصر :
ا سـتشـهاد سـبعة مـجاهـدين بـمعركة جبل سيـدي يـوسف
في أول جـانفي من عام 1959 و في يـوم مثلج يـتذكر
الـمجاهد الـحاج خراجي يـوسف الـمدعو "الـحبيب" الذي
يـتذكر خاصـة الـمجاهد سي موسـى " اخدم تربح " و
يـتذكر أيـضا أن من بين الـشهداء : بوجـمعة محمد بن
الـطاهر و الـشهيد عـبد الـمالك من منـطقة الـقور و
الـذي كان يقوم بـمهمة كاتب .
أحـضرت سـلطات الـعدو الشـهداء السـبعة إلى البلـدة ،
و في عملية اسـتعراضـية طلب من الـمواطنين التـعرف
عليـهم ثم نقلوا إلى الـمقبرة شرقي البلـدة بـحضور
الـمواطنين قـصد إعـطائهم الـعبرة و كبح جماح ثوريـتهم
وتم دفنهم ،وفي الغـد أصـبحت القبور و قد نبشت ،إذ تم
نقـل الشـهداء إلى وجـهة مـجهولة .
في سـنة 1959
سـقط المجاهد البـطل جفال بـخراج الـمدعو " عبد
العـزيز " شـهيدا وقـامت قـوات الـعدو بـعرض جـثمانه
على مـواطني بلدة سليـسـن ثم جيء به إلى دوار مـزاورو
أين تم عرض جـثمانه على الـمواطنين ، وعلى مـرأى
ومسـمع الأهالي قام ملازم فرنسي أعور بركل جثمان
الشـهيد وسـبه و هنا .. انتزعت مواطـنة من الحضور
حذاءها و ضربت الضابط الـمذكور وقالت له: " لوكان حيا
ما كنت تجرؤ على فعل ذلك .." ، الـمواطنة هي فيزازي
خـضراء التي كانت تشـتغل ممرضـة لدى سلطة العدو وعرفت
بنضالهـا وإمـدادها للثـورة بالدواء .
اسـتشـهاد الـمجاهـد بورقـعة مـحمد ولد مومن مـع رفيقه
أحد جنود الـثورة كان قـد فر من ثكنة الـجيش الفرنسي
بـمزاورو والتحـق بـصفوف الـثورة حيث لـحقت بـهم قـوات
الـعدو إثر وشايـة ، وبـعد مشـاداة عـنيفة مع الـعدو
اسـتشد البـطلان بالقرب من مرسـط و جيء بـهما إلى
الدوار حيث عرض جـثماناهما على الأهالي ، كان ذلك سـنة
1960 .
في سنـة 1961 سـقط الـشهيد البـطل الـمجاهـد رزيق
ميـلود بجـبل "مُلكين" بالقرب من سـيدي علي بن يـوب
وقد حـضر الـواقـعة أحـمد الشـيباني و خراجي يوسف
"الـحبيب" الذين جرحا و تمكنا من الإنـسحاب من بين
قوات العدو و اللفيف الأجـنبي .
و في عمل اسـتعراضي للـعدو جيء بـجثمان الـشهيـد إلى
البلـدة وعرض على الـمواطنين ...
لا ننسى حـدثا تاريـخيا مهـما تبع عـمليات حرق مزارع
الـمعمرين و هو معركـة دوار الـعناينة قرب منطقة رحالة
حيث اسـتشهد جندي من جيش التحرير و مجموعـة كبيرة من
الـمواطنين .
هـذه بعض أهـم الأحداث التي تمكنا من رصدها لدى بعض
المجاهدين و المواطنين ويبقى المزيد ينتظر الكشف و
التدوين بـمساعـدة الـجميع حتى لا يـذهب نـضال الرجال
و الـنساء أدراج الرياح، ولـنحفظ للأجـيال ذكريات
الآبـاء ...
إلى الأعلى..
بـناء برج الـمراقـبة :
في سـنة 1959 عـندما اشـتد أوار الـثورة وضـيقت
الـخناق على جيش الـعدو، وكثر تسرب الـثوار إلى
البلـدة ،واعـتقاداً منه أن الـحل يتمثل في تشـديد
الرقابة على الـمنطـقة و تتبع حركة كل صـغيرة و كبيرة
و بـعد إنـجاز سابق لسـياج من الأسـلاك الـشائكـة
ونقاط المراقبة على أطراف البلدة ، أمـر النقيب
الـمجرم Gasto ببـناء برج للمراقـبة يعلو رأس التل
الذي يوجد عليه محتشـد " الدوار " ويكون عاليـا بـحـيث
يشـرف على كل الـمواقع الـمحيـطـة بالبـلدة .
من أجـل إنـجاز الـعمل اسـتقدم النقـيب أربـعين سـجينا
من أبـناء البـلدة كانوا مـحبوسين للـتحقيق مـعهم في
أمـور تتـعلق بـدعم الـثورة بـسـجن تلاغ ،ودعـمهم
بـعشرة من الـبنائين من الأهـالي كـما اسـتدعى كل من
يـملك عربـة من الـمواطنين لـجلب الـحجارة الجيرية من
محـيط البـلدة واسـتخـدمت شـاحنات الـجيش في نفس
الـمهام ، و تم إنـشاء مـحرقـة لـصناعـة الـجص بقرب
غابـة الدومـين يـحضر لـها أصـحاب العربات الحـجارة
الـجيرية و الـحطب على أن لـكل صاحب عربة شـحنة حطب
لبيته مقابل كل شـحنة للـمحرقـة.
تم تـحديد مـوضـع البـناء و مسـاحـته و أعـطي الأمـر
بالبـدء في الـعمل .
بـدأ البـناء يرتـفع و في غياب السفاح Gasto في مـهمة
بالـعين الصفراء اسـتمر الـعمل تحت إشـراف الـنقيب
Salan ، وعـند ارتـفاع الـبرج لأزيـد من أربعة أمـتار
و بسبب ضعف الـتماسك وضـخامـة البـناء ، تـفكك البـناء
و انـهار على العمال فـقـُتـل
الـمرحـوم شـريفي بن رزوق تحن الأنـقاض و جرح كثيرون .
و تـوقف الـعمل إلى أن عـاد الـنقيب الـمذكـور وبـعد
أن كال للـعمال كل صـنوف الإهـانة و التعيير، أمـر
بتنقيـة الـمكان من الركام وتهـيـئة الأرضية وإعـادة
البـناء من أسـاسه تحت إشـراف خبيـر فـرنسي قـام
بـتدعيم البـناء بـخرسـانة من الإسـمنت
الـمسـلح .
أمـا الـعـمال الـمحـبوسـون فكانوا يبيـتون بالـمشاتى
وسـط حـراسـة مشـددة ويتـكفل أهلـهم بـإطـعامهـم .
دامت مـدة البـناء ما يـقارب الثـمانـية أشــهر ،
وعـند انتهـائه رفـع عـليه عـمود لـرايـة الـعدو
وأقـيمت عليـه دوريـة الـحراسـة التي ترقـب محـيط
البـلدة على امتـداد البـصر .
يبلـغ ارتـفاع البـرج حـوالي خـمسة عشر مـترا و سمك
جداره متر واحد في شـكل هـندسي مـربع يـذكر نـاظره
بـقلاع الـقرون الـوسـطى .
إلى الأعلى..
شباب و شيخ و امـرأة في طـليعة الـشهـداء :
هـذه أسـماء باقـة من الـشهداء زيـنوا درب الـحرية
بـعبق الـمجـد و الـتضـحية ، إنـهم
فتـية آمنـوا بالله و الوطــن فكانـوا نـماذج
للـمقـتدين ، كلهم من مـواليـد سـنة 1942 بعـضهم امتشق
السـلاح و جـاهـد حتى أتـاه الـيقيـن ،و البـعض
الآخــر سـلك سـبيل الـنضال مـغالـبا الـعدو بجـهاد
الـمال و الـكلـمة و النـضال فـكانـوا في الـخـــلد
ســـواء :
- ميسـوري الـشيخ
1942 ------- 1961
- مـحمـودي الـطيب
1942 ------- 1961
- خـليفي محـمد
1942 ------- 1958
- بـن زيـنة محمـد
1942 ------- 1959
- بـوجـمـعة يـوسف
1942 ------- 1961
- خـليفي محمـد
1942 ------- 1961
و للشـيخ حـكمة و وقــار ولـه في طليـعة الـشـــهداء
مـوطئ قـدم ، وفي نــموذج الـشيخ بن عـبد الـمولى
محمـد مــثال عـلى الــوفاء للــوطن إلى آخـــر نفـس :
هـومن مـواليـد عـام 1876 ، فـاز بالشــهادة سـنة 1958
عن عـمر جـاوز الـثمانين .
و علـى درب الـنـضال لـتحــرير أرض الأجـــداد سـقـطت
الشـــهيدة خــيرة غــوتي ســـنة 1960.
من سورة آل عمران169 « بـسم اللـه الرحــــــمن
الرحـــيم »
« و لا تـحسـبن الذين قـتلوا في سـبيل اللـه أمـواتاً
بل أحــياء عـند ربـهم »
إلى الأعلى..
وتستمر الملحمة :
وتستمر مسيرة عطاء هـذه البلـدة في زمـن الـحريـة و
الإسـتقلال
فـخلال عـقد من زمن الفـتنـة الـمضـلة دفـع أهالي هـذه
البلـدية
مـزيـدا من الـضـحايا بلا ذنب و لا جـريرة سـوى أنهم
أبَـوا أن تركـع الـجـزائر أو أن يسـام أهلهـم الـذل و
الـهوان ، ويُـنكبـوا في
أنفسـهم وأمـوالـهم و امتـد مـوقفـهم البـطولي للـدفاع
عن كثـير
من إخـوانهـم في البلـدات الـمجاورة ،وكان منهـم
ضــحايا في كل ربـوع هـذا الـوطن الـعزيز وما تـزال
الـملـحـمة مسـتمـرة وعـهد هـذه البلـدة الـوفاء
للـوطن دومـا، رغـم الـظروف الصعـبة
اقـتصاديـا و اجـتماعيا ورغـم الـنشاز بين وطـنية
الشـعارات و وطنيـة العـمل ، فالـوطن وتضـحيات
الشـهداء جـديرة بأن تـصان و تـحـفظ طي شـغاف القلـوب
و الإيـمان بالـوطن جــزء من الإيـمان باللــه أليس حب
الـوطن من الإيـمان..!؟ .
هـي ذي الـجزائر وديـعـة الشــهداء ،أمانـة للأجـيال..
فـَـِبم يـرد من ضـيع الأمانـة عـند السـؤال ..؟
خـــــتامـاً :
وأخـيرا نختـم هـذا العـمل الـمتواضـع فنـقول وبأمـانة
:
إن تضحيات الرجال و النـساء عـلى حـد سـواء كانت
عـظيـمة دوما،وعلى الـخصوص عـندما يتعلق الأمـر بعزة
هـذا الـوطن ومـجده ، و قـوافل الشـهداء تشـهد على ذلك
.. مائة واثنتان وثلاثون سـنة من القهـر و التسـلط ولم
يـتمكن الـمحتل من ترسيخ قـدمه ،فـقد كانت أمهات
الـجزائر يرضعن أبـناءهن و بناتهن رضـاب الوطنيـة و
حكايا البـطولات ليـشبوا على أمل واحد هو طرد المحتل
الغاصب، فالذاكرة الـجمعـية للـشعوب لا يغيب عـنها شيء
ولو طال الزمن ..
هذه الـجزائر إذاً أمـانة.. وما أعـظمـها و أثـقلها
أمانة، ومن جيل إلى جـيل كانت الـوصية : " احـفظوا
الأمانة و صـونوا الوديـعة ..".
إن كتابـة تاريخ الـثورة وصـانعيـها أمانة وحق شـرعي
لأبـناء جيل الإسـتقلال ، و كل لـحظـة تـمر إلا ونفـقد
فيـها حرفا ،كلـمة ،جملة أو سـطرا وقـد تـكون صـفـحة
كامـلة ، فالذين صـنعوا الـحدث وعاشـوه يـتناقـصون مع
الأيام و الأمـر يقتضي الـعجلة في كتابة ملـحمة
تاريخنا الـمجـيد..
هي إذاً .. بعض الـمشاهـد سـقناها عـبر هـذه الصـفحات
للتذكير و التنبيه ، و هي على قـلتها محاولة مرتـجلة
في ظرف قـياسي وبـمناسـبة إحـياء ذكرى مـجازر الـثامن
مايو 1945 التي تنـظم ببلـدتنا الـمجاهـدة .
عـذراً لأننا لم نحـط بكل الأحـداث عـلما وكتابة ولكل
الذين لم نورد أسـماءهم أو أسـماء ذويهم في هذا الـحيز
الضيق ،و شـكرا لكل من سـاعدنا. شـكر خاص للـسيد رئيس
الـمجلس البلـدي السيد: محمد مكـي ، و المجاهدين
والمواطنين الذين أفادوا بشهاداتهم ، و الأمل أن يكون
لنا موعد مع عمل أكبـر و أشـمل بإذن الله .
يوسف درقاوي ، مدير دار الـشباب .
مــزاورو في : 01 مـايو 2002
إلى الأعلى..
نـمـوذج لمشروع إنـجاز بحث حول سـيرة شـهيد :
هـذا النموذج الـمتواضـع كنا أعـددناه في جوان 1999
ضـمن مسـابقة للبـحث في سيرة وتاريخ شـهداء بلديـة
مـزاورو خلال الإحـتفال بذكرى عيد الإستقلال و الشباب
لنفس السنة، ولكنه لم يلـق الدعم المادي المناسب
لمباشرة العمل فيه، نـعرضـه هـنا لعلـه يفـيد كل باحـث
في موضـوع سـيرة وتاريـخ الشـهداء ( الجزائر نموذجـاً
).
يتـناول البــحث المحاور التاليــة :
- مقدمة :لمحة خاطفة عن : الجزائر قبل الإحتلال
،سياسياً،اقتصادياً و ثقافياً...، الغزو الفرنسي
للجزائر ،أسبابه و دوافعه ، المقاومة الشعبية المسلحة
ثم السياسية ..الجزائريون وحلم الإنعـتاق ..
- الوضعيـة الإجتماعية ، الإقتصادية والثقافية لأسرة
الشهيـد، مولده ،تربيـته وصـباه ، تعليمه ، علاقاته
الإجتماعية ، شبابه ، محيطه السياسي ،علاقـته ضمن
محيطه مع الإحتلال و الـمعمرين ، تبلور الفكر السياسي
لديه ،...، علاقته مع الحركة الوطنية ، طموحاته
والهيئـة السياسية التي كانت أقرب إلى قلبه ، قـناعاته
، نظرته المستقبلية ...
- إنخراطه في النضال السياسـي ، نشاطه السياسـي ضمن
محيطه ونظرة الـمحتل إليــه ...
- سلوكه إزاء الخانعين ، المتثـاقلين و المثبطين من
أبناء وطنه..
- كيف كان ينشـط ...؟ و ما الصعوبات التي واجهته ؟ ما
نتائجها ؟.
- إندلاع الثورة التحريرية : متى استجاب لـها ؟ هل
أسرع في ذلك ؟
لماذا ؟ . ما المهمة التي أسندت إليـه ؟ : مدنيـة ؟
سياسية ؟ قـتالية ؟.
رتبـته ..طابعها و خـصوصياتها . أمانته و حرصه على
أدائها ..
ميزاته في ذلك و أخباره بالتفصيل .كيف كانت علاقاته مع
الثوار ؟
وسكان القرى ،المداشر والـمدن ؟ من الذين عاشروه من
المجاهدين والمواطنين ؟ . مواقع نشاطه .
- متى سقط شهيدا في ميدان الشرف ؟ كيف تم ذلك ؟ أين ؟
من حضر الواقعة من إخوانه المجاهدين ، المناضلين و
المواطنين ؟ بالتفصيل..
ماذا حدث لجثمانه الكريم بعد ذلك ؟ أين تم تسجيله
إداريا ؟ .
- يتم عرض هذه النـقاط بتـفصيل و أمانة وصدق من خلال :
- محاورة أسرة الشهيد ، إخوانه المجاهدين و المناضلين
والمواطنين الأحياء الذين عرفـوه و عاشوا معه النضال و
الثورة ...
كل وثيقة تاريخية ( صور ، مطبوعات ، تسجيلات ..) خاصة
بالشـهيد موضوع البحث هي إثراء لهذا البحث ، تزيد من
مصداقيته و أهميته ، و كل معلومة صحيحة و سليمة دون
تحيز أو مغالطة هي كنز للتاريخ وأمانة للأجيال، إنها
مسؤولية ...
- الخاتمة : جسامة التضحيات و واجب الحفاظ على مكتسبات
الثورة و تحقيق أحلامهم في العدالة و الحرية....
هذا الملحق ليس مقـِيدًا فهو قابل للإثـراء بمعطيات
وعناصر أخرى من طرف الباحث ، وكل مواطن مخلص مهتم
بتاريخ أمتنا ...
إلى الأعلى..
|
|
