فضاء رحب للثقافة و المعرفة     

تـنـزيـلات مفيـدة

هوايات و أشغال مفيـدة

عــلوم و تـقنـية

الإسـلام و العـربيـة  

بخصوص هذا الموقع
 

الـطوابـعيـة و جمع النـوادر تـربية الأسـماك و الطيور جمع و رعاية نباتات الزينة

بـرامج من إنجازنـا برامـج عربيـة مجانية بـرامج عالمية مجانية برامـج تحت الضوء مواقع و برامج مفيدة للتنزيل

شخصيات من تاريخنا :

سيرة مقتضبة لشخصيات عطرت التاريخ بما أهدته لنا من مواقف نسير على نورها و نهتدي بحكمتها ... من الصحابة الكرام و أهل البيت إلطيبين إلى أعلام العلم و الدين و السلاطين
و الحكام الميامين ..

مع الصحابة و التابعين الكرام :
 
أبو أيوب الأنصاري
أبو موسى الأشعري
أبو ذر الغفاري
عبد الله بن مسعود
معاذ بن جبل
سلمان الفارسي
الأحنف بن قيس
محمد بن سيرين
أبو زرعة الرازي
طلحة بن عبيد الله
عبد الله بن عمر

حسان بن ثابت
الحسن البصري

علمـاء الإسلام :
الإمام أبو حنيفة
الإمام مالك
الإمام الشافعي
الإمام أحمد
الإمام البخاري
الإمام مسلم
الإمام النسائي
الإمام النووي
الإمام الحسن البصري
الإمام الطبري
الليث بن سعد
الإمام الشاطبي
الشيخ الندوي
الشيخ الشعراوي
الشيخ الألباني
الإمام عبد العزيز بن باز

الشيخ أحمد ياسين
البشير الإبراهيمي
محمد الغزالي
مالك بن نبي
عبد الحميد بن باديس
حسن البنا
أحمد توفيق المدني
سيد قطب
الشيخ العربي التبسي
أبو الأعلى المودودي

مع الحاكم المسلم :
 
عمر بن عبد العزيز
عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز
هارون الرشيد
الناصر صلاح الدين الأيوبي

الأمير عبد القادر الجزائري

 

 

 

 

سلمان الفارسي
سلمان منا آل البيت..

مع الرسول الكريم في سيرته :

أهل بيت النبي الأطهار :
أمير المؤمنين علي
فاطـمـة الزهـراء
زيـــنب الكبرى
أم كلثوم
رقيـــــة
الحسن بن علي
الحسين بن علي

أمهــات المـؤمنين :
 خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة
عائشة بنت الصديق
حفصة بنت عمر
جويرية بنت الحارث
زينب بنت جحش
هنـد أم سلـــمة
زينب الهلالية
ميمونة بنت الحارث
مارية القبطية
رملة أم حبيبة
صفية بنت حيي

مع الراشدين :
الصديق أبو بكر
الفــاروق عمر
ذو النورين عثمان

نساء من الصحابة و التابعين :
خولة بنت الأزور
أم سليم الأنصارية
أم حرام الأنصارية
أسماء ذات النطاقين
أم الفضل الهلالية
أسماء بنت عميس
خولة بنت ثعلبة
عاتكة العدوية
فاطمة بنت أسد
أم حكيم المخزومية
فاطمة بنت الخطاب
الربيع بنت معوذ
كبشة بنت رافع
أم كلثوم بنت عقبة
أم ورقة الأنصارية
سفانة بنت حاتم الطائي
نسيبة بنت كعب المازنية
أم رومان بنت عامر
الفريعة بنت مالك
أم المنذر بنت قيس
أسماء بنت يزيد
سمية أم عمار
أم رومان بنت عامر

 

 

 


رحلة شاقة إلى الحقيقة               كسبه وعمله بيده
نبذة من فضائله                           نبذه من ورعه و تواضعه
غزارة علمه -رضى الله عنه            نبذه من كلامه و مواعظه
نبذه من زهده                            وفاة سلمان- رضى الله عنه




رحلة شاقة إلى الحقيقة :

سلمان الفارسي رضي الله عنه، يكنى أبا عبد الله، من أصبهان من قرية يقال لها جي و قيل من رامهرمز، سافر يطلب الدين مع قوم فغدروا به فباعوه لرجل من اليهود ثم إنه كوتب فأعانه النبي في كتابته، أسلم مقدم النبي المدينة، ومنعه الرق من شهود بدر و أحد، و أول غزاة غزاها مع النبي هي  الخندق، وشهد ما بعدها و ولاه عمر المدائن.

عن عبد الله بن العباس قال: حدثني سلمان الفارسي قال: كنت رجلا فارسيًّا من أهل أصبهان من أهل قرية منها يقال لها جي، و كان أبي دهقان قريته و كنت أحب خلق الله إليه فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية، و اجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة، قال: و كانت لأبي ضيعة عظيمة قال: فشغل في بنيان له يومًا فقال لي يا بني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي فاذهب فاطلعها و أمرني فيها ببعض ما يريد فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها و هم يصلون، و كنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم و سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، قال: فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم و رغبت في أمرهم و قلت هذا و الله خير من الذي نحن عليه فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس و تركت ضيعة أبي و لم آتها فقلت لهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام، قال: ثم رجعت إلى أبي و قد بعث في طلبي و شغلته عن عمله كله فلما جئته قال أي بني أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قال: قلت يا أبه مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس قال أي بني ليس في ذلك الدين خير، دينك و دين آبائك خير منه، قلت كلا و الله إنه لخير من ديننا، قال فخافني فجعل في رجلي قيدًا ثم حبسني في بيته، قال و بعثت إلى النصارى فقلت لهم إذا قدم عليكم ركب من الشام تجارًا من النصارى فأخبروني بهم، قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى، قال فأخبروني بقدوم تجار فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم و أرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم، قال فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا الأسقف في الكنيسة، قال فجئته فقلت إني قد رغبت في هذا الدين و أحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك و أتعلم منك و أصلي معك قال فادخل، فدخلت معه، قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة و يرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها شيئًا اكتنزه لنفسه و لم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب، قال و أبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع، قال ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة و يرغبكم فيها فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه و لم يعط المساكين منها شيئًا قالوا و ما علمك بذلك؟ قلت أنا أدلكم على كنزه، قالوا فدلنا عليه، قال فأريتهم موضعه، قال فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا و ورقا، قال فلما رأوها قالوا و الله لا ندفنه أبدًا، قال فصلبوه ثم رجموه بالحجارة ثم جاؤوا برجل آخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه و أزهد في الدنيا و لا أرغب في الآخرة و لا أدأب ليلا و نهارًا منه، قال فأحببته حبًّا لم أحبه من قبله فأقمت معه زمانًا ثم حضرته الوفاة قلت له يا فلان، إني كنت معك فأحببتك حبًّا لم أحبه أحداً من قبلك و قد حضرتك الوفاة فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال أي بني، والله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس و بدلوا و تركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل و هو فلان و هو على ما كنت عليه فالحق به، قال فلما مات و غيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له يا فلان إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك و أخبرني أنك على أمره، قال فقال لي أقم عندي، قال فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إن فلانًا أوصى بي إليك و أمرني باللحوق بك و قد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي و ما تأمرني؟ قال أي بني، و الله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين و هو فلان فالحق به، قال فلما مات و غيب لحقت بصاحب نصيبين فجئت فأخبرته بما جرى و ما أمرني به صاحبي، قال فأقم عندي فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت له يا فلان، إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي و ما تأمرني قال أي بني، و الله ما أعلم أحدًا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية فإنه على مثل ما نحن عليه فإن أحببت فأته فإنه على مثل أمرنا، قال فلما مات و غيب لحقت بصاحب عمورية و أخبرته خبري فقال أقم عندي فأقمت عند رجل على هدي أصحابه و أمرهم، قال و كنت اكتسبت حتى كانت لي بقرات و غنيمة، قال ثم نزل به أمر الله عز وجل فلما حضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان و أوصى بي فلان إلى فلان و أوصى بي فلان إلى فلان و أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي و ما تأمرني؟ قال أي بني، و الله ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه و لكنه قد أظلك زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل، قال ثم مات و غيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ثم مر بي نفر من كلب تجار فقلت لهم تحملوني إلى أرض العرب و أعطيكم بقراتي هذه و غنيمتي هذه قالوا نعم فأعطيتهم إياها و حملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني لرجل من يهود فكنت عنده و رأيت النخل و رجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي و لم يحق لي في نفسي، فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها و بعث الله رسوله فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل و سيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال، فلانُ قاتلَ اللهُ بني قيلة! و الله، إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم زعم أنه نبي، قال فلما سمعتها أخذتني العرواء حتى ظننت أني ساقط على سيدي، قال و نزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول؟ قال فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة و قال ما لك و لهذا أقبل على عملك، قال قلت لا شيء إنما أردت أن أستثبته عما قال، وقد كان شيء عندي قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله و هو بقباء فدخلت عليه فقلت له إنه قد بلغني أنك رجل صالح معك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة و هذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم، قال فقربته إليه فقال رسول الله لأصحابه كلوا و أمسك يده هو فلم يأكل، قال فقلت في نفسي هذه واحدة، ثم انصرفت عنه فجمعت شيئًا و تحول رسول الله إلى المدينة ثم جئته به فقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة و هذه هدية أكرمتك بها فأكل رسول الله منها و أمر أصحابه فأكلوا معه، قال فقلت في نفسي هاتان اثنتان، قال ثم جئت رسول الله و هو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان و هو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي فلما رآني رسول الله استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، قال فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكببت عليه أقبله و أبكي، فقال رسول الله تحول فتحولت فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا بن عباس فأعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله بدر و أحد، قال ثم قال لي رسول الله كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير و بأربعين أوقية فقال رسول الله لأصحابه أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل: الرجل بثلاثين ودية و الرجل بعشرين و الرجل بخمسة عشر و الرجل بعشرة و الرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية فقال لي رسول الله اذهب يا سلمان ففقر لها فإذا فرغت أكون أنا أضعها بيدي، قال ففقرت لها و أعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله معي إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله بيده فوا الذي نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل فبقي علي المال، فأتى رسول الله بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال ما فعل الفارسي المكاتب قال فدُعِيْتُ له، قال فخذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان، قال قلت وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال خذها فإن الله عز وجل سيؤدي بها عنك، قال فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله الخندق ثم لم يفتني معه مشهد. رواه الإمام أحمد.

                                                               إلى الأعلى.. 
نبذة من فضائله :

عن أنس قال: قال رسول الله: السُبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، و صهيب سابق الروم، و سلمان سابق فارس، و بلال سابق الحبشة.

و عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله خط الخندق و جعل لكل عشرة أربعين ذراعًا فاحتج المهاجرون و الأنصار في سلمان و كان رجلا قويًّا، فقال المهاجرون سلمان منا، و قالت الأنصار لا بل سلمان منا، فقال رسول الله: سلمان منا آل البيت.

و عن أبي حاتم عن العتبي قال: بعث إلي عمر بحلل فقسمها فأصاب كل رجل ثوباً ثم صعد المنبر و عليه حلة و الحلة ثوبان، فقال أيها الناس ألا تسمعون؟! فقال سلمان: لا نسمع، فقال عمر: لم يا أبا عبد الله؟! قال إنك قسمت علينا ثوبًا ثوبًا و عليك حلة، فقال: لا تعجل يا أبا عبد الله، ثم نادى يا عبد الله، فلم يجبه أحد، فقال: يا عبد الله بن عمر، فقالك لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك؟ قال: اللهم نعم، قال سلمان: فقل الآن نسمع.

                                                               إلى الأعلى.. 

غزارة علمه -رضي الله عنه :

عن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله بين سلمان و أبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة (في هيئة رثة) فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا، قال: فلما جاء أبا الدرداء قرب طعامًا، فقال: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم فقال له سلمان نم فنام، فلما كان من آخر الليل قال له سلمان: قم الآن، فقاما فصليا، فقال إن لنفسك عليك حقًّا و لربك عليك حقًّا و إن لضيفك عليك حقًّا و إن لأهلك عليك حقًّا فأعط كل ذي حق حقه، فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال صدق سلمان. انفرد بإخراجه البخاري.

و عن محمد بن سيرين قال: (دخل سلمان على أبي الدرداء في يوم جمعة فقيل له هو نائم فقال: ما له؟ فقالوا إنه إذا كانت ليلة الجمعة أحياها و يصوم يوم الجمعة قال فأمرهم فصنعوا طعامًا في يوم جمعة ثم أتاهم فقال :كل قال : إني صائم، فلم يزل به حتى أكل، فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال النبي: عويمر سلمان أعلم منك، و هو يضرب بيده على فخذ أبي الدرداء، عويمر، سلمان أعلم منك ـ ثلاث مرات ـ لا تخصن ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، و لا تخصن يوم الجمعة بصيام من بين الأيام).

وعن ثابت البناني أن أبا الدرداء ذهب مع سلمان يخطب عليه امرأة من بني ليث فدخل فذكر فضل سلمان و سابقته و إسلامه و ذكر أنه يخطب إليهم فتاتهم فلانة فقالوا أما سلمان فلا نزوجه و لكنا نزوجك، فتزوجها ثم خرج فقال له إنه قد كان شيء و أنا أستحيي أن أذكره لك قال و ما ذاك فأخبره الخبر فقال سلمان أنا أحق أن أستحيي منك أن أخطبها وقد قضاها الله لك رضي الله عنهما.

                                                               إلى الأعلى.. 

نبذة من زهده :

عن الحسن قال كان عطاء سلمان الفارسي خمسة آلاف وكان أميرًا على زهاء ثلاثين ألفًا من المسلمين وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها فإذا خرج عطاؤه أمضاه و يأكل من سفيف يديه.

و عن مالك بن أنس أن سلمان الفارسي كان يستظل بالفيء حيثما دار و لم يكن له بيت فقال له رجل ألا نبني لك بيتا تستظل به من الحر و تسكن فيه من البرد فقال له سلمان: نعم فلما أدبر صاح به فسأله سلمان: كيف تبنيه؟ قال أبنيه إن قمت فيه أصاب رأسك، وإن اضطجعت فيه أصاب رجليك، فقال سلمان: نعم. وقال عبادة بن سليم كان لسلمان خباء من عباء و هو أمير الناس. و عن أبي عبد الرحمن السلمي عن سلمان أنه تزوج امرأة من كندة فلما كان ليلة البناء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت المرأة فلما بلغ البيت قال ارجعوا أجركم الله و لم يدخلهم، فلما نظر إلى البيت و البيت منجد قال أمحموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة، فلم يدخل حتى نزع كل ستر في البيت غير ستر الباب، فلما دخل رأى متاعًا كثيرًا، فقال لمن هذا المتاع؟ قالوا متاعك و متاع امرأتك، فقال ما بهذا أوصاني خليلي رسول الله، أوصاني خليلي أن لا يكون متاعي من الدنيا إلا كزاد الراكب، و رأى خدمًا فقال لمن هذه الخدم؟ قالوا خدمك و خدم امرأتك، فقال ما بهذا أوصاني خليلي أوصاني خليلي أن لا أمسك إلا ما أنكح أو أنكح فإن فعلت فبغين كان علي مثل أوزارهن من غير أن ينقص من أوزارهن شيء، ثم قال للنسوة اللاتي عند امرأته هل أنتن مخليات بيني وبين امرأتي؟ قلن نعم، فخرجن فذهب إلى الباب فأجافه وأرخى الستر ثم جاء فجلس عند امرأته فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها: هل أنت مطيعتي في شيء آمرك به؟ قالت: جلست مجلس من يطيع قال فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله، فقام و قامت إلى المسجد فصليا ما بدا لهما ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من امرأته، فلما أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال: إنما جعل الله عز وجل الستور و الخدر و الأبواب لتواري ما فيها، حسب كل امرئٍ منكم أن يسأل عما ظهر له، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك، سمعت رسول الله يقول: المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافدان في الطريق.

وعن أبي قلابة أن رجلا دخل على سلمان و هو يعجن فقال: ما هذا؟ قال: بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليه عملين، ثم قال: فلان يقرئك السلام قال: متى قدمت، قال: منذ كذا و كذا فقال أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها. رواه أحمد.

                                                               إلى الأعلى.. 
كسبه و عمله بيده :

عن النعمان بن حميد قال: دخلت مع خالي على سلمان الفارسي بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يقول: أشتري خوصًا بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهمًا فيه و أنفق درهمًا على عيالي و أتصدق بدرهم، و لو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت. و عن الحسن قال: كان سلمان يأكل من سفيف يده.

نبذة من ورعه و تواضعه :

عن أبي ليلى الكندي قال: قال غلام سلمان لسلمان: كاتبني، قال: ألك شيء قال: لا، قال: فمن أين؟ قال: أسأل الناس، قال: تريد أن تطعمني غسالة الناس.

عن ثابت قال: كان سلمان أميرًا على المدائن فجاء رجل من أهل الشام و معه حمل تبن و على سلمان عباءة رثة فقال لسلمان: تعال احمل و  هو لا يعرف سلمان فحمل سلمان فرآه الناس فعرفوه فقالوا هذا الأمير فقال: لم أعرفك!! فقال سلمان إني قد نويت فيه نية فلا أضعه حتى أبلغ بيتك.

و عن عبد الله بن بريدة قال: كان سلمان إذا أصاب الشيء اشترى به لحما ثم دعا المجذومين فأكلوا معه.

و عن عمر بن أبي قره الكندي قال: عرض أبي على سلمان أخته أن يزوجه فأبى، فتزوج مولاة يقال لها بقيرة، فأتاه أبو قرة فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه فلقيه معه زنبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزنبيل و هو على عاتقه.

و عن ميمون بن مهران عن رجل من عبد القيس قال: رأيت سلمان في سرية و هو أميرها على حمار عليه سراويل و خدمتاه تذبذبان و الجند يقولون قد جاء الأمير قال سلمان: إنما الخير و الشر بعد اليوم.

وعن أبي الأحوص قال: افتخرت قريش عند سلمان فقال سلمان: لكني خلقت من نطفة قذرة ثم أعود جيفة منتنة ثم يؤدى بي إلى الميزان فإن ثقلت فأنا كريم وإن خفت فأنا لئيم.

عن ابن عباس قال: قدم سلمان من غيبة له فتلقاه عمر فقال: أرضاك لله عبدًا قال: فزوجني، فسكت عنه، فقال: أترضاني لله عبدًا و لا ترضاني لنفسك، فلما أصبح أتاه قوم فقال: حاجة؟ قالوا: نعم، قال: ما هي؟ قالوا: تضرب عن هذا الأمر يعنون خطبته إلى عمر فقال أما و الله ما حملني على هذا إمرته و لا سلطانه، و لكن قلت رجل صالح عسى الله عز و جل أن يخرج مني و منه نسمة صالحة.

و عن أبي الأسود الدؤلي قال: كنا عند علي ذات يوم فقالوا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن سلمان، قال: من لكم بمثل لقمان الحكيم! ذلك امرؤ منا و إلينا أهل البيت، أدرك العلم الأول و العلم الآخر، و قرأ الكتاب الأول و الآخر، بحر لا ينزف. و أوصى معاذ بن جبل رجلا أن يطلب العلم من أربعة سلمان أحدهم.

                                                               إلى الأعلى.. 
نبذة من كلامه و مواعظه :

عن حفص بن عمرو السعدي عن عمه قال: قال سلمان لحذيفة: يا أخا بني عبس، العلم كثير و العمر قصير فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك و دع ما سواه فلا تعانه.

و عن أبي سعيد الوهبي عن سلمان قال: إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه و دواءه فإذا اشتهى ما يضره منعه و قال لا تقربه فإنك إن أتيته أهلكك فلا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه، و كذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما قد فضل به غيره من العيش، فيمنعه الله عز وجل إياه و يحجزه حتى يتوفاه فيدخله الجنة.

و عن جرير قال: قال سلمان: يا جرير، تواضع لله عز وجل فإنه من تواضع لله عز وجل في الدنيا رفعه الله يوم القيامة، يا جرير، هل تدري ما الظلمات يوم القيامة؟ قلت: لا، قال: ظلم الناس بينهم في الدنيا، قال: ثم أخذ عويدًا لا أكاد أراه بين إصبعيه، قال: يا جرير، لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده، قال قلت: يا أبا عبد الله، فأين النخل و الشجر؟ قال: أصولها اللؤلؤ و الذهب و أعلاها الثمر.

و عن أبي البختري عن سلمان قال: مثل القلب و الجسد مثل أعمى و مقعد قال المقعد إني أرى تمرة و لا أستطيع أن أقوم إليها فاحملني فحمله فأكل و أطعمه.

و عن قتادة قال: قال سلمان: إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة، و إذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية لكي تكون هذه بهذه.

و عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان: هلم إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحدًا و إنما يقدس الإنسان عمله و قد بلغني أنك جعلت طبيبًا فإن كنت تبرئ فنعمًا لك و إن كنت متطببًا فاحذر أن تقتل إنسانًا فتدخل النار، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين فأدبرا عنه نظر إليهما و قال متطبب و الله ارجعا إلي أعيدا قصتكما.

عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمل دنيا و الموت يطلبه، و غافل و ليس بمغفول عنه، و ضاحك ملء فيه لا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راض عنه، و ثلاث أحزنني حتى أبكينني: فراق محمد و حزبه، و هول المطلع، و الوقوف بين يدي ربي عز وجل و لا أدري إلى جنة أو إلى نار.

و عن حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: ما من مسلم يكون بفيء من الأرض فيتوضأ أو يتيمم ثم يؤذن و يقيم إلا أمَّ جنودًا من الملائكة لا يرى طرفهم أو قال طرفاهم.

و عن ميمون بن مهران قال: جاء رجل إلى سلمان فقال أوصني، قال: لا تَكَلَّمْ، قال: لا يستطيع من عاش في الناس ألا يتكلم، قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت، قال: زدني، قال: لا تغضب، قال: إنه ليغشاني مالا أملكه، قال: فإن غضبت فأمسك لسانك و يدك، قال: زدني قال لا تلابس الناس، قال: لا يستطيع من عاش في الناس ألا يلابسهم ، قال: فإن لابستهم فاصدق الحديث و أدِّ الأمانة.

وعن أبي عثمان عن سلمان قال: إن العبد إذا كان يدعو الله في السراء فنزلت به الضراء فدعا قالت الملائكة صوت معروف من آدمي ضعيف فيشفعون له، وإذا كان لا يدعو الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة صوت منكر من آدمي ضعيف فلا يشفعون له.

و عن سالم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع مولاي زيد بن صوحان في السوق فمر علينا سلمان الفارسي و قد اشترى و سقا من طعام فقال له زيد: يا أبا عبد الله، تفعل هذا و أنت صاحب رسول الله؟ قال: إن النفس إذا أحرزت قوتها اطمأنت و تفرغت للعبادة ويئس منها الوسواس.

وعن أبي عثمان عن سلمان قال: لما افتتح المسلمون "جوخى" دخلوا يمشون فيها و أكداس الطعام فيها أمثال الجبال قال و رجل يمشي إلى جنب سلمان فقال يا أبا عبد الله ألا ترى إلى ما أعطانا الله؟ فقال سلمان: و ما يعجبك فما ترى إلى جنب كل حبة مما ترى حساب؟! رواه الإمام أحمد.

وعن سعيد بن وهب قال: دخلت مع سلمان على صديق له من كندة نعوده فقال له سلمان: إن الله عز وجل يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى فيستعتب فيما بقي، و إن الله عز وجل يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه فلا يدري فيم عقلوه و لا فيم أطلقوه حين أطلقوه.

و عن محمد بن قيس عن سالم بن عطية الأسدي قال: دخل سلمان على رجل يعوده و هو في النزع فقال: أيها الملك ارفق به، قال يقول الرجل إنه يقول إني بكل مؤمن رفيق.

                                                               إلى الأعلى.. 
وفاة سلمان -رضي الله عنه :

عن حبيب بن الحسن و حميد بن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال عهد عهده إلينا رسول الله قال ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب قال فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا في بيته إلا إكافاً و وطاءً و متاعًا قُوِّمَ نَحْوًا من عشرين درهما.

عن أبي سفيان عن أشياخه قال: و دخل سعد بن أبي وقاص على سلمان يعوده فبكى سلمان فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله توفي رسول الله و هو عنك راض و ترد عليه الحوض؟ قال فقال سلمان: أما إني ما أبكي جزعًا من الموت و لا حرصًا على الدنيا و لكن رسول الله عهد الينا فقال لتكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب و حولي هذه الأساود، و إنما حوله إجانة أو جفة أو مطهرة، قال فقال له سعد: يا أبا عبد الله، اعهد الينا بعهد فنأخذ به بعدك، فقال: يا سعد، اذكر الله عند همك إذا هممت، و عند حكمك إذا حكمت، و عند بذلك إذا قسمت.

و عن الشعبي قال: أصاب سلمان صرة مسك يوم فتح جلولاء فاستودعها امرأته فلما حضرته الوفاة قال هاتي المسك فمرسها في ماء ثم قال انضحيها حولي فإنه يأتيني زوار الآن ليس بإنس و لا جان، ففعلت فلم يمكث بعد ذلك إلا قليلا حتى قبض.

قال أهل العلم بالسير: كان سلمان من المعمرين وتوفي بالمدائن في خلافة عثمان و قيل مات سنة ثنتين و ثلاثين.

                                                               إلى الأعلى..           

   mailto: youcefdey@yahoo.fr

سجل أفكارك و مقترحاتك و نقدك البناء على: السجل الذهبي للزوار

عدد الـزوار حتى الآن :

Logo Designer
Logo Designer

ملاحظة : المقالات و الكتابـات الـمدرجة في هذا الموقع لا تعبر إلا عن رأي أصحابهـا ، و حق الرد و التعليق محفـوظ للجميع.

 

Free Web Hosting